قسط 4 دفعات بنفس السعر

مفيد أبو شلوة: من فوبيا الحشرات إلى مصور عالمي مختص بها

مفيد أبو شلوة: من فوبيا الحشرات إلى مصور عالمي مختص بها

عندما يصاب طفل بحالة هلع من الحشرات، غالبًا ما يكون الأمر عابرًا، ولكن أن يتحول هذا الخوف إلى شغف وتخصص علمي فهذا ما يجعله قصة استثنائية. هذا هو حال مفيد أبو شلوة، المصور السعودي الذي كان يعاني من فوبيا الحشرات في طفولته، ولكنه اليوم يعد واحدًا من أبرز المصورين المتخصصين في تصوير الحشرات ودراسة حياتها عبر الغابات حول العالم.

يقول مفيد أبو شلوة: “كنت في صغري أخاف الحشرات بشكل كبير، وكان زملائي في المدرسة يحضرون الحشرات الصغيرة مثل الخنافس والجراد إلى الفصول الدراسية، مما كان يصيبني بالذعر”. ولكن الغريب في قصته أن هذا الخوف لم يقوده إلى العزلة أو الهروب من هذا العالم الصغير، بل دفعه للتخصص في التصوير الاحترافي للحشرات، حتى أصبحت تلك المخلوقات مصدر إلهامه في عمله الفني والعلمي.

من القطيف إلى المنافسات العالمية

لم يقتصر عمل مفيد أبو شلوة على تصوير الحشرات في بيئته المحلية فقط، بل قام بتوسيع نشاطه إلى الغابات العالمية مثل غابات النمسا وماليزيا وإندونيسيا، وحتى الغابات السوداء في ألمانيا. تمكن من توثيق حياة الحشرات في تلك المناطق، ما أهله للمشاركة في المسابقات الدولية والفوز بها. وقد حصل مؤخرًا على المركز الأول في المسابقة السنوية الروسية من بين أكثر من 112 ألف مصور قدموا ما يزيد عن 391 ألف صورة. مشروعه الفائز كان بعنوان “وحوش صغيرة”، حيث وثق فيه مجموعة متنوعة من الخنافس.

ا

التحديات والتفوق

لم تكن رحلة مفيد في عالم التصوير سهلة. في بداية مشواره واجه الكثير من التحديات، من أبرزها ندرة المعدات المتخصصة في المملكة العربية السعودية وارتفاع تكلفتها. لكنه لم يستسلم لهذه الصعوبات. بدلاً من ذلك، استخدم طرقًا مبتكرة للاستفادة من المعدات المتوفرة، مثل تحويل عدسات كاميراته البسيطة إلى أدوات متخصصة لتصوير الحشرات من مسافات قريبة جدًا.

إضافة إلى التصوير، أصبح مفيد متخصصًا علميًا في سلوك الحشرات، حيث يعرف الآن الأنواع السامة والعدوانية منها، وكذلك أماكن تواجدها والفصول التي تتكاثر فيها. كما أنه يتميز بقدرته على تصوير الحشرات المدرجة في القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض، حيث تستعين به جامعات دولية لتزويدها بالصور العلمية لهذه الكائنات.

ألقاب عالمية وإصدار موسوعي

في مشواره الفني، حصل مفيد أبو شلوة على أربعة ألقاب عالمية، منها اللقب الأول من الجمعية الأميركية للتصوير الفوتوغرافي واللقب الأول من الفيدرالية الدولية للتصوير الفوتوغرافي. كما حازت صوره على ملايين المشاهدات في مواقع عالمية مثل “يوبيك”، الذي كرمه كواحد من نجوم التصوير الماكرو.

قصة مفيد أبو شلوة بدأت بخوف طفولي، لكنها تحولت إلى شغف وعشق للحشرات، وهو الآن على وشك إطلاق أول إصدار موسوعي له بعنوان “حشرات بيئتنا وحشرات البيئة الغربية” باللغتين العربية والإنجليزية. يعكس هذا العمل رحلته الطويلة في دراسة وتصوير الحشرات، من مرحلة الطفولة إلى النجومية العالمية.

الخاتمة

قصة مفيد أبو شلوة ليست مجرد تحول من فوبيا الحشرات إلى التصوير الاحترافي، بل هي مثال رائع على كيفية تحويل المخاوف والتحديات إلى نجاحات وإنجازات. من خلال موهبته وإصراره، استطاع أن يصنع لنفسه اسمًا عالميًا في مجال تصوير الماكرو، وتحديدًا الحشرات. يعتبر هذا التحول ليس فقط إنجازًا شخصيًا، بل مصدر إلهام لكل من يواجه تحديات في حياته. مفيد أبو شلوة أصبح اليوم مرجعًا علميًا وفنيًا في تصوير الحشرات، وقد ترك بصمة مميزة في هذا المجال الذي كان يومًا مصدرًا للخوف والذعر بالنسبة له.

للتعرف على المزيد حول مكافحة الحشرات وخدماتها، يمكنكم زيارة شركة مكافحة الحشرات المتخصصة.

تحتاج مساعدة
Call Now Button